القولون العصبي : الأعراض والأسباب والعلاج
القولون العصبي : الأعراض والأسباب والعلاج
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا المقال نتعرف علي القولون العصبي أعراضه وأسبابه وطرق علاجه
ما هو القولون العصبي؟: نظرة عامة على الحالة
القولون العصبي هو اضطراب شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة، ويعرف أيضًا بمتلازمة القولون المتهيج.
يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم اليومية.
على الرغم من أن القولون العصبي لا يعتبر حالة خطيرة تهدد الحياة، إلا أنه يمكن أن يكون مزعجًا ومؤلمًا.
يتميز القولون العصبي بتغيرات في نمط حركة الأمعاء، مثل الإسهال أو الإمساك، وأحيانًا يمكن أن يتناوب بين الاثنين.
يمكن أن يؤثر القولون العصبي على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عامًا.
يُعتقد أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنة بالرجال.
يشار أحياناً إلى متلازمة القولون العصبي بأسماء مختلفة، مثل التهاب القولون التشنجي (بالإنجليزية: Spastic Colitis)، والتهاب القولون المخاطي (بالإنجليزية: Mucous Colitis)، والقولون التشنجي (بالإنجليزية: Spastic Colon). ولكن لا يرتبط القولون العصبي بأمراض الأمعاء أو القولون الأخرى، مثل التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون، أو سرطان القولون، ولا يعد عامل خطر للإصابة بهذه الأمراض.
على الرغم من أن السبب الدقيق للقولون العصبي غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في تطور هذه الحالة.
انواع القولون العصبي :
يمكن تصنيف القولون العصبي إلى أربع أنواع رئيسية، وهي:
القولون العصبي المصاحب للإمساك (بالإنجليزية: IBS with Constipation, IBS-C).
القولون العصبي المصاحب للإسهال (بالإنجليزية: IBS with Diarrhea, IBS-D).
القولون العصبي المختلط أو المتناوب ما بين الإسهال والإمساك (بالإنجليزية: Mixed IBS, IBS-M)؛ أي أن المريض يعاني من الإسهال والإمساك معاً أو بشكل متناوب.
القولون العصبي غير المصنف (بالإنجليزية: Unsubtyped IBS, IBS-U)، وذلك عندما لا تتناسب التصنيفات السابقة مع أعراض المريض وحالته.
أعراض القولون العصبي الشائعة: كيف تعرف أنك مصاب؟
تتنوع أعراض القولون العصبي من شخص لآخر، ويمكن أن تكون متقطعة أو مستمرة.
من بين الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة بالقولون العصبي:
1. ألم أو تشنجات في البطن: يشعر المصابون بالقولون العصبي بألم متكرر أو تشنجات في منطقة البطن، والتي قد تكون خفيفة أو شديدة.
2. تغيرات في نمط حركة الأمعاء: يمكن أن يعاني الأشخاص من نوبات متكررة من الإسهال أو الإمساك، وأحيانًا يمكن أن يتناوب بين الاثنين.
3. الانتفاخ والغازات: يشعر المصابون بالقولون العصبي بانتفاخ في البطن وزيادة في الغازات.
4. الشعور بعدم اكتمال الإخراج: قد يشعر الأشخاص بأنهم لم يفرغوا أمعاءهم بالكامل بعد الذهاب إلى الحمام.
5. وجود مخاط في البراز: يمكن أن يكون هناك مخاط في البراز لدى بعض الأشخاص المصابين بالقولون العصبي.
6. فقدان الوزن، بالرغم من أن القولون العصبي لا يؤثر على وزن أغلب المصابين به، ولكن من الممكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن في حال لم يأكل المريض بشكل كاف خوفًا من زيادة أعراض القولون العصبي لديه أو من المغص الذي يلي تناول الطعام، أو إذا كان المريض يعاني من القولون العصبي مع الإسهال، حيث لا يمتص الجسم جميع العناصر المغذية من الطعام.
آلام المفاصل والعضلات.
آلام الظهر.
الغثيان.
صعوبة النوم.
الصداع.
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض بشكل متكرر، فمن المهم استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق واستبعاد أي حالات صحية أخرى.
أسباب القولون العصبي: العوامل المؤثرة في ظهور الحالة
على الرغم من أن السبب الدقيق للقولون العصبي غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في تطور هذه الحالة.
من بين هذه العوامل:
1. التوتر والقلق: يُعتقد أن التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من خطر الإصابة بالقولون العصبي، حيث يؤثران على عمل الجهاز الهضمي.
2. الحساسية الغذائية: بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية تجاه بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب تفاقم الأعراض.
3. التغيرات الهرمونية: يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على حركة الأمعاء، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقولون العصبي.
4. العدوى المعوية: بعض الأشخاص قد يصابون بالقولون العصبي بعد الإصابة بعدوى معوية.
5. العوامل الوراثية: قد يكون هناك عامل وراثي يزيد من احتمالية الإصابة بالقولون العصبي في بعض العائلات.
6. حساسية القولون الشديدة أو فرط حساسية الجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى ظهور رد فعل مبالغ عند التحفيز، مثل تشنج عضلات الأمعاء عوضاً عن الحركة المنتظمة البطيئة لعضلات الأمعاء، وهذا يسبب الإسهال أو الإمساك.
7. ارتفاع مستويات بعض المواد الكيميائية والهرمونية التي يصنعها الجسم في الجهاز الهضمي، والتي تتحكم في الإشارات العصبية بين الدماغ والجهاز الهضمي، مثل السيروتونين أو الغاسترين (بالإنجليزية: Gastrin)؛ مما قد يسبب تغير في حركة الأمعاء على نحو غير طبيعي.
8. فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة، أو تغير أنواع البكتيريا في الأمعاء، أو اختلال توازنها.
من المهم أن يكون لديك فهم جيد للعوامل التي يمكن أن تسهم في ظهور القولون العصبي، حيث يمكن أن يساعدك ذلك في تجنب بعض المحفزات المحتملة.
علاج القولون العصبي: الطرق الفعالة لإدارة الحالة
القولون العصبي |
على الرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي للقولون العصبي، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
من بين هذه الطرق:
1. التغييرات الغذائية: يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي متوازن وتجنب الأطعمة التي تسبب تفاقم الأعراض في تحسين الحالة.
من المهم تناول الألياف بكميات مناسبة وشرب كميات كافية من الماء.
2. إدارة التوتر: يمكن أن يساعد تقليل التوتر والقلق عن طريق لعب الرياضة والصلاة في تخفيف الأعراض.
3. الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض، مثل مضادات التشنج أو الأدوية المضادة للإسهال.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف الأعراض بشكل عام أو لتخفيف عرض محدد، مثل:
الأدوية المضادة للتشنج، والتي تقلل من تقلصات وألم البطن عن طريق استرخاء عضلات الأمعاء.
الملينات، لتخفيف الإمساك، ولكن ينبغي استخدامها بحذر. ومن الأمثلة عليها ملين البولي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene Glycol).
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات التي قد تساعد على تخفيف ألم البطن وتقلصاته.
المضادات الحيوية، مثل ريفاكسيمين (بالإنجليزية: Rifaximin) لتقليل الإسهال المصاحب للقولون العصبي.
البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics)، وهي بكتيريا حية وخمائر جيدة لصحة الجهاز الهضمي.
دواء ليناكلوتيد (بالإنجليزية: Linaclotide)، ويساعد تناوله مرة يومياً على معدة فارغة قبل أول وجبة يومية بنصف ساعة على الأقل على زيادة حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك، ولكن من الجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يناسب من هم تحت سن 17.
دواء لوبيبروستون (بالإنجليزية: lubiprostone) لعلاج القولون العصبي المصاحب للإمساك عند النساء في الحالات الحادة، وعندما لا تساعد العلاجات الأخرى.
دواء لوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide) لعلاج الإسهال عن طريق إبطاء حركة الأمعاء.
مضاد للبكتيريا اللاهوائية، مثل المترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
ماص للغازات، مثل السيميثيكون (بالإنجليزية: Simethicone).
5. ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في تحسين حركة الأمعاء وتقليل التوتر.
من المهم العمل مع الطبيب لتطوير خطة علاج شاملة تتناسب مع احتياجاتك الفردية وتساعدك في إدارة القولون العصبي بفعالية.
نصائح لتحسين الحياة مع القولون العصبي :
إلى جانب العلاجات الطبية والتغييرات الغذائية، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بالقولون العصبي:
1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة: تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم يمكن أن يساعد في تجنب الشعور بالانتفاخ والتشنجات.
2. تجنب الأطعمة المسببة للغازات: بعض الأطعمة مثل الفاصوليا، والكرنب، والمشروبات الغازية يمكن أن تزيد من الغازات والانتفاخ.
3. شرب الكثير من الماء: الحفاظ على ترطيب الجسم يمكن أن يساعد في تحسين حركة الأمعاء وتجنب الإمساك.
4. تجنب الكافيين والامتناع عن الكحول: تجنب الكافيين والامتناع عن الكحول يقلل من تهيج الأمعاء وتفاقم الأعراض.
تجنب مادة السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol) الموجودة في بعض أنواع علكة المضغ، والأطعمة، والحلويات الخالية من السكر، وذلك لأنه يمكن أن يسبب الإسهال.
عدم تخطي الوجبات وتناول الطعام في نفس الوقت كل يوم.
تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً.
الابتعاد عن شرب الكحول.
تجنب استهلاك المشروبات الغازية السكرية، مثل الصودا.
التقليل من شرب الشاي والقهوة إلى ثلاثة أكواب فقط يومياً كحد أقصى.
من خلال اتباع هذه النصائح والالتزام بخطة العلاج، يمكن للأشخاص المصابين بالقولون العصبي تحسين جودة حياتهم اليومية والتعامل مع الأعراض بشكل أكثر فعالية.